49 MARTYRS ELDERS OF SHAHEET
http://www.4shared.com/document/b3oYIeCd/____.html
ARABIC TEXT
التسعة والأربعون شهيد شيوخ شيهات
بقلم مليكه حبيب يوسف
هجوم البربر على الأديرة
الغارتان الأولى والثانية
اننا لا نعرف مدى الخسائر التي أحدثتها غارتا البربر الأولى سنة 407 ميلادية والثانية سنة 434 ميلادية. والمرجح أن تكون قد ألحقت أضرارا جسيمة بالكنائس والمباني، ولكننا لا نجد اشارة في أي مخطوط الى ان أحدا من الرهبان قد قتل في هاتين الغارتين.
ومهما كانت الخسائر، فقد تم اصلاحها بسرعة وعادت الحياة الرهبانية الى مجراها الطبيعي في بحر عشر سنوات. وقد تعلم الرهبان من تلك التجربة، فاتخذوا الاجراءات الكفيلة بحمايتهم من خطر البربر.
الغارة الثالثة
ان سفر القديس أرسانيوس من طره الى أبي قير في سنة 444 ميلادية كان بسبب غزو البربر الذين يبدو انهم توغلوا داخل وادي النيل. ولو انه لم يكتب ان هذا الغزو قد شمل أديرة برية شيهيت، ولكنه من المرجح أن يكون ذلك قد حدث. وبعض المعلومات الأخرى تشير الى ان نهب أديرة برية شيهيت للمرة الثالثة كان في هذا التاريخ أو في تاريخ آخر قريب منه.
الامبراطور يستشير الرهبان
لم يكن لتيودوسيوس الثاني بن أركاديوس ولد ليخلفه، فأرسل الى شيوخ شيهيت يطلب منهم أن يصلوا لكي يعطيه الرب ولدا. وكان بين الرهبان شيخ يدعى الأب ايسيذورس، هذا كتب الى الامبراطور يقول ان الله يرفض أن يعطيه ولدا، لئلا يشترك مع الهراطقة بعد موت تيودوسيوس. فأذعن الامبراطور للأمر أولا. ولكن حدث فيما بعد أن أشار عليه بعض الناس الأشرار، ومن ضمنهم بلشيريا أخته، بأن يتزوج بامرأة أخرى على أمل أن ينجب وليا للعهد. فأرسل الى برية شيهيت خطابا حمله رسول الملك مصطحبا ابنه معه.
كان الأب ايسيذوروس في ذلك الحين قد تنيح منذ زمان. ولكن الرهبان أخذوا الرسالة الى قبره وقرأوها. وعندئذ قام المتنيح الأب ايسيذوروس وأعلن انه حتى ولو اتخذ الامبراطور لنفسه عشر زوجات، فلن ينجب ولدا. فكتب الرهبان رد الرسالة وفقا لهذا القرار.
وحالما بدأ حامل الرسالة وابنه في طريق العودة، وصل البربر. وكان في الدير أحد الشيوخ الرهبان يدعى الأب يوحنا، هذا دعا الذين يرغبون في الاستشهاد الى أن يظلوا معه، اما الذين لا يستطيعون فأمرهم أن يذهبوا الى الحصن. فاحتمى بعض الرهبان في الحصن. ولكن 48 منهم بقوا مع الأب يوحنا، فذبحهم البربر.
وبينما كان ابن حامل الرسالة، ويدعى < ديوس >، سائرا مع أبيه في الطريق، استدار خلفه فرأى الملائكة يضعون الأكاليل على رؤوس الشيوخ القتلى، فأعلن رغبته في أن يأخد اكليلا مثلهم، ورجع بصحبة أبيه، فقتلهما البربر.
ولما مضى الغزاة، نزل الرهبان الباقون من الحصن، وقاموا بدفن اخوتهم الشهداء في مغارة مقدسة بالقرب من الحصن الكبير المسمى حصن < بيامون >. وحدثت هناك عجائب كثيرة وذاع خبرها حتى وصل الى قصر الامبراطور تيودوسيوس. فبنى كنيسة في القسطنطينية تكريما لهم.
اما البربر فمضوا في طريق عودتهم الى بلادهم حتى وصلوا الى عين ماء في دير أبينا القديس أبنا بيشوي. فاستراحوا هناك بجانب عين الماء، وغسلوا سيوفهم الملطخة بدماء القديسين الشهداء في تلك العين، فصار ماؤه مصدر شفاء لكل الذين يستحمون به، وكان المرضى بأنواع مختلفة يبرأون عندما ينزلون الى مياه العين.
وتشير ذكصولوجية في احدى المخطوطات بباريس الى ان مذبحة الشهداء وقعت بالقرب من موقع بيامون، بينما تشير ذكصولوجية للقديس مقاريوس الى ان المذبحة كانت عند صخرة بيامون أو أمون بالقرب من دير القديس مقاريوس.
وجاء في سيرة القديس انبا بيشوي ان شيوخ شيهيت القديسين ذبحهم البربر بالقرب من الحصن المدعو بالحصن الشرقي، وهو أحد الحصون التي كان يحتمي فيها الرهبان. وكانت أديرة برية شيهيت منذ القرن التاسع تمتاز بوجود مثل ذلك الحصن فيها.
نقل رفات التسعة والأربعين شهيد شيوخ شيهيت
في القرن السابع عندما سرق جسدي الأب يوحنا والشاب الشهيد < ديوس >
خشى الرهبان أن يفقدوا كل أجساد قديسيهم، فحملوها من مغارة بيامون التي كانوا مدفونين فيها منذ استشهادهم الى تلك الكنيسة الجنوبية التي بناها < أرستوماخوس >. وهكذا وضعوهم في مكان مسور في الجنوب الشرقي من الكنيسة التي دشنها الامبراطور تيودوسيوس.
ويرجع تاريخ نقل رفات التسعة والأربعين شهيد الى زمن البابا بنيامين بعد الفتح العربي. ولا يمكن أن يكون قد حدث ذلك في وقت سابق لمدة جلوس البابا بنيامين على الكرسي المرقسي، لآن الأديرة كانت لا تزال خربة، فضلا عن ان ظروف سيطرة الفرس على مصر في ذلك الزمان وطغيان البيزنطيين كانت تجعل الوقت غير مناسب لمثل ذلك العمل.
كان الرهبان القتلى الشيوخ القديسون الشهداء قد تم دفنهم مع حامل الرسالة وابنه ديوس في مغارة مقدسة بالقرب من حصن بيامون الكبير. ولا نعرف عن تاريخهم في الجزء الأخير من القرن الخامس وفي القرن السادس سوى انهم كانوا سبب خروج القديسة أنسطاسيه من العالم لتترهب في برية شيهيت، وكذلك القديسة هيلارية اذ كانت تصلي عند قبرهم، فسمعت صوتا يأمرها بالذهاب الى الأنبا دانيال حتى يساعدها. فتأثرت بسيرتهم وترهبت.
اما النزاع بين الرهبان الذي حدث في تلك الفترة، فقد كان بسبب الهراطقة الذين قاموا سنة 535 ميلادية في زمن البابا تيموثاؤس الثالث. فعندما حل يوم ذكرى التسعة والأربعين شهيد، اجتمع الهراطقة، ليس لأجل تكريم القديسين، ولكن لأجل احداث الشغب واهراق الدماء البريئة في بيت الله. اما آباؤنا القديسون الرهبان الأرثوذكسيون فتشجعوا ومنعوا الهراطقة من دخول الكنيسة. وعندئذ اقتحم الهراطقة الكنيسة وهجموا على الرهبان وكانت معركة قتل فيها كثيرون.
تحقيق قصة أبراهام البلبيسي
وفي القرن السابع كانت رفات القديسين التسعة والأربعين شهيد شيوخ شيهيت لا تزال في مغارة بيامون. قيل انه بينما كان ابراهام البلبيسي نائما عند قبر القديسين، رأى رؤيا عجيبة. خطر له الرب من السماء يصحبه الملائكة والقديسون ومعهم آباء البرية والأنبا مقاريوس. وترامى اليه ان أحد الأشخاص كان يرى انه يجب ترك المكان لأن الاخوة لا يبذلون جهدا حقا. ولكن الأنبا مقاريوس لم يوافق الأخ على هذا الرأي وقال: "اذا كان في الكرمة عنقود عنب سليم، فلا نهلكها، لأن بركة الله عليها." ووافق بقية القديسين على هذا القرار، وعندئذ انتهت الرؤيا.
ويبدو انه على أثر هذا الاعلان كان الزوار الكثيرون يأتون الى شيهيت ليصلوا عند قبر التسعة والأربعين شهيد.
البابا بنيامين يبني مقصورة الشهداء
تذكر الأحداث انه حضر بعض الزوار من البتانون ومعهم أكفان وبخور مختار، وقدموا هدايا للرهبان، ثم سرقوا أحد أجساد التسعة والأربعين شهيد، وعادوا الى قريتهم عن طريق شبشير بالمنوفية حيث كان في ذلك الوقت جسد القديس مقاريوس الكبير. ثم وضعوا الرفات المسروقة في كنيسة القديس أبو نفر، وهناك صرخ رجل مجنون كان به روح نجس قائلا: "انه جسد الأب يوحنا صانع السلال الذي قطع البربر رأسه في شيهيت."
وذكر أيضا انه حضر بعض عمال النسيج من الفيوم وأخذوا جسد ديوس ابن حامل الرسالة الذي قتل في نفس الوقت مع التسعة والأربعين شهيد، ووضعوه في كيس وحملوه الى بحيرة الفيوم. وعندئذ انفتح الكيس وأطاح في الهواء بالرفات المقدسة فكانت في الهواء كأنها شهاب، واستقر جسد الشهيد ديوس عند أبيه في المغارة في شيهيت.
ويذكر السنكسار ان الرهبان حاولوا مرات عديدة أن يفصلوا جسد ديوس عن جسد ابيه، ولكنهم كانوا في كل مرة يجدونه في اليوم التالي في الوضع السابق مع جسد ابيه.
وقلق الرهبان، فقرروا أن يضعوا رفات القديسين في مكان أمين. فذهبوا كلهم معا الى المغارة حيث كانت توجد أجساد القديسين وحملوها بمزامير وترانيم وتسابيح الى الكنيسة الجنوبية التي بناها أرستوماخوس العظيم. وقاموا بخدمة الأسرار الالهية ثم وضعوهم في مكان مسور جنوب شرقي الكنيسة وهي الكنيسة التي دشنها الأنبا تيودوسيوس البطريرك.
وعندما علم الأنبا بنيامين بذلك أمر ببناء مقصورة تدفن فيها أجساد القديسين. فنفذ الرهبان الأمر. وفي 26 طوبه يوم ذكرى هؤلاء الشهداء القديسين، حضر رئيس الأساقفة الى شيهيت. فاستقبله الشعب كله بفرح عظيم. وفي اليوم الخامس من أمشير من تلك السنة، نقل الأنبا بنيامين أجساد القديسين بيديه وسلمهم واحدا واحدا للكهنة والشمامسة. فحملوهم وسط الكنيسة ولفوهم في أكفان مقدسة مع بخور مختار، وسط التراتيل والمزامير الفرايحي. ثم قام البطريرك بصلاة القداس. ثم احتفلوا بدفنهم. وقد حدثت أشفية ومعجزات كثيرة.
اما الكنيسة التي دفن فيها الشهداء حينذاك، فهي ليست الكنيسة الحالية المدعوة كنيسة الشيوخ الموجودة داخل أسوار دير القديس مقاريوس وبها الآن رفات الشهداء،
ولكنها كانت في احدى القلالي الكثيرة التابعة لدير القديس مقاريوس، اذ كانت هناك قلالي خارج أسوار الدير شبيهة بأديرة صغيرة، وكانت تشتمل على كنيسة ومباني أخرى يحيط بها سور.
تطويب القديسين في المخطوطات
مخطوط رقم 131 تيوطوكيات:
كان لبس الصليب القديسين، المسيحيين الأبطال، الذين ذبحهم البربر في برية شيهيت قد أمضوا كل حياتهم في الأماكن القفر، متسلحين بقوة المسيح ضد الأرواح الشريرة. كانوا يتطهرون من أمراضهم الروحية والجسدية عن طريق النسك الزائد والدموع، يتأملون في تعاليم معلمي الكنيسة المختارين بالايمان الأرثوذكسي. وكللهم الرب يسوع المسيح باكليل الشهادة.
مخطوط 1886-9 بمكتبة جامعة كامبردج
Cambridge University Library,
Add. 1886, 9. Ode on the 49 Martyrs.
تعالوا اليوم يا كل الشعوب لنمدح آباءنا لباس الصليب التسعة والأربعين شهيد الذين نحتفل بعيدهم اليوم، وهم مع الملائكة في صحبة القديسين. كبير القديسين أنبا يوحنا وقف وسطهم وصرخ قائلا: "ان البربر يحضرون. فمن أراد أن يهرب فليهرب. والباقون فليظلوا معنا، لا تكونوا ضعاف القلوب."
بشفاعة التسعة والأربعين شهيد يا رب انعم لنا بمغفرة خطايانا.
المراجع
1- H. E. White, The History of the Monasteries of Nitria and Scetis
2- ذكصولوجية في أحد المخطوطات بباريس
3- ذكصولوجية للقديس أنبا مقاريوس
4- السنكسار
5- مخطوط رقم 131 تيوطوكيات
6- مخطوط 1886, 9 Cambridge University Library
Wednesday 4 August 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment